فصل: باب ما يرخص فيه من الكذب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مساوي الأخلاق



.باب الرجل يوري عن الكذب بمعاريض الكلام:

166- حدثنا أبو الحارث الدمشقي، ثنا كثير بن عبيد، ثنا بقية، عن شعبة، عن قتادة قال: سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يقول: صحبت عمران بن حصين من الرقة إلى البصرة، فما أتى علينا يوم إلا وهو ينشدنا شعرا، وقال: إن في المعاريض مندوحة عن الكذب.
167- حدثنا مقاتل بن صالح الفراء، ثنا المعلى بن مهدي، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن مطرف قال: في المعاريض مندوحة عن الكذب.
168- حدثنا القنطري، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن نشيط، أن قرة بن هبيرة العامري، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فلما كان عام حجة الوداع، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على ناقة قصيرة، فقال: «يا قرة»، فقال الناس: يا قرة. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «كيف قلت لي حين أتيتني تسلم؟»، قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان لنا أرباب، وربات من دون الله، ندعوهم فلا يجيبوننا، ونسألهم فلا يعطوننا، فلما بعثك الله، أجبناك وتركناهم. ثم أدبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من رزق لبا»، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمره، ثم قال عمرو: فأقبلت حتى مررت على مسيلمة، فأعطاني الأمان، ثم قال لي: إن محمدا أرسل في جسيم الأمر، وأرسلت أنا في المحقرات. فقلت: اعرض علي شيئا مما تقول؟ فقال: يا ضفدع نقي، فإنك نعم ما تنقين، لا واردا تنفرين، ولا ماء تكدرين. ثم قال: يا دبر يا دبر، يدان وصدر، وسائر خلقه حفر ونفر. ثم أتاه أناس يختصمون إليه في نخل قطعها بعضهم لبعض، فتسجى بقطيفة، ثم كشف رأسه، وقال: والليل الأدهم، والذئب الأضخم، ما جانبوا أبا مسلم من محرم. ثم تسجى الثانية، فقال: والليل الدامس، والذئب الهامس، ما حرمته رطبا إلا كحرمته يابس. قوموا فما أرى عليكم فيما صنعتم بأسا، فقلت: أما والله إنك لتعلم أنك من الكاذبين. قال: فتوعدني، ثم قال: يا قرة بن هبيرة، فما فعل صاحبكم؟ قلت: إن الله اختار له ما عنده على ما عندنا فتوفاه. قال: لا أصدق أحدا منكم بعده. فلقيت خالد بن الوليد، فسألته أن يرسلني إلى قومه، من أجل ما سمعت منه، فأتيتهم، فأخرج لي كتابا من أبي بكر أنه قد أدى الصدقة. فقلت: ما حملك على ما قلت؟ قال: حملني أنه كان لي مال وولد، فتخوفت عليه منه، وأنا أردت بكلمتي أني قلت لا أصدق أحدا منكم بعده، يقول: إني رسول الله.
169- حدثنا سعدان بن يزيد، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا عباد، عن المجالد بن سعيد، عن عمير بن زوذي قال: قال علي بن أبي طالب: لئن لم يدخل الجنة إلا من قتل عثمان لا أدخلها، وإن لم يدخل النار إلا من قتله لا أدخلها. فأكثر الناس في ذلك، فقال: إنكم قد أكثرتم في وفي عثمان، والله قتله، وأنا معه. قال عباد: يعني: قتله الله، ويقتلني معه.
170- وحدثنا حماد بن الحسن، ثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، أخبرني أبو حمزة، قال: سمعت أبي، قال: سمعت عليا يقول: قتل الله عثمان، وأنا معه، قال أبو حمزة: فذكرت ذلك لابن عباس، فقال: صدق، يقول: الله قتل عثمان، ويقتلني معه.
171- حدثنا نصر بن داود، ثنا أبو عبيد، ثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني ابن أبي الأبيض، عن أبي حازم، وزيد بن أسلم، عن سعيد بن المسيب، أن عمر، بعث معاذا ساعيا على بني كلاب، أو على سعد بن دينار، فقسم فيهم شياها حتى لم يدع شيئا، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته، فقالت امرأته: ما جئت به ما يأتي به العمال ومن عراضة أهليهم؟ فقال: كان معي ضاغط. فقالت: قد كنت أمينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند أبي بكر، فبعث معك عمر ضاغطا. فقامت بذلك في نسائها، واشتكت عمر، فبلغ ذلك عمر، فدعا معاذا، فقال: أنا بعثت معك ضاغطا؟ فقال: لم أجد ما أعتذر به إليها إلا ذلك. فضحك عمر، وأعطاه شيئا، وقال: أرضها به قال حجاج: قال ابن جريج: وأنا أقول إن قوله ضاغطا: يعني به ربه عز وجل.

.باب ما يرخص فيه من الكذب:

172- حدثنا القلوسي، ثنا عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود، حدثني جدي حميد بن الأسود، عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة، وكانت امرأة عبد الرحمن بن عوف، وكانت أخت عثمان بن عفان لأمه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس بكذاب من أصلح بين اثنين، فقال خيرا، أو نمى خيرا»، وحدثنا القلوسي، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا وهيب بن خالد، ثنا أيوب، ومعمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، حدثنا الترمذي، ثنا أيوب بن سليمان، ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه: عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
173- حدثنا الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس بكذاب من أصلح بين اثنين، فقال خيرا، ونمى خيرا».
174- حدثنا الرمادي قال: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يونس، عن ابن شهاب، حدثني حميد بن عبد الرحمن، أن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، أخبرت أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيرا، أو ينمي خيرا».
175- قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس من الكذب، إلا في ثلاثة: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.
176- حدثنا الرمادي، ثنا عبد الله، حدثني الليث، عن يحيى بن أيوب، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يمشي يصلح بين الناس، فنمى خيرا يقوله».
177- حدثنا أبو جعفر المنادي، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا ليث، عن يزيد يعني ابن الهاد، عن عبد الوهاب، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الإصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها.
178- حدثنا الرمادي، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد بن مالك الكناني، عن ابن أبي عزرة الدؤلي، وكان في خلافة عمر يخلع النساء التي يتزوجها، فطار له في الناس من ذلك أحدوثة فكرهها، فلما علم بذلك، قام بعبد الله بن الأرقم حتى أدخله بيته، فقال لامرأته، وابن الأرقم يسمع: أنشدك بالله، هل تبغضينني؟ فقالت امرأته: لا تناشدني. قال: بلى. فقالت: اللهم نعم. فقال ابن أبي عزرة لعبد الله: أتسمع. ثم انطلق حتى أتى عمر، ثم قال: يا أمير المؤمنين، يحدثون أني أظلم النساء، وأخلعهن، فاسأل عبد الله بن الأرقم عما سمع من امرأتي، فسأل عمر عبد الله، فأخبره، فأرسل عمر إلى امرأته، فجاءت، فقال لها: أنت التي تحدثين زوجك أنك تبغضينه؟، قالت: يا أمير المؤمنين، إني أول من تاب، وراجع أمر الله، إنه يا أمير المؤمنين أنشدني بالله، فتحرجت أن أكذب، أفأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، فاكذبي، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدا، فلا تحدثه بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام، والإحسان.
179- حدثنا غنام، ثنا قيس بن حفص الدارمي، ثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب، عن الزبرقان، عن النواس بن سمعان الكلابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لي أراكم تتهافتون في الكذب، تهافت الفراش في النار، كل الكذب مكتوب كذبا لا محالة، إلا أن يكذب الرجل في الحرب، فإن الحرب خدعة، أو يكون بين رجلين شحناء، فيصلح بينهما، أو يكذب امرأته يرضيها».

.باب ما جاء في الغيبة من الكراهة:

180- قال أبو بدر عباد بن الوليد بن الغبري: ثنا حبان، ثنا حماد بن سلمة، أنبا ثابت البناني، عن أنس قال: كانت العرب يخدم بعضهم بعضا في الأسفار، وكان مع أبي بكر، وعمر رجل يخدمهما، فنام، واستيقظا ولم يهيئ طعاما، فقالا: إن هذا لنئوم بينكم. فأيقظاه فقالا: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل له: إن أبا بكر، وعمر يقرآنك السلام، وهما يستأدمانك. فأتاه، فقال صلى الله عليه وسلم: «أخبرهما أنهما قد ائتدما». ففزعا، فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله، بعثنا نستأدمك، فقلت: ائتدما، فبأي شيء ائتدمنا؟ فقال: «بأكلكما لحم أخيكما، إني لأرى لحمه بين ثناياكم». فقالا: يا رسول الله، فاستغفر لنا. قال: «هو، فليستغفر لكما».
181- حدثنا نصر بن داود، ثنا محمد بن حسان السمتي، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فهاجت ريح منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ناسا من المنافقين اغتابوا ناسا من المسلمين، فلذلك هاجت هذه الريح».
182- حدثنا القنطري، ثنا عمر بن عبد العزيز الرملي، ثنا حمزة، عن ابن شوذب، قال: قال رجل لابن سيرين: إني قد اغتبتك فاجعلني في حل. قال: إني لأكره أن أحل لك ما حرم الله تعالى.
183- حدثنا الدورقي، ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو المنقري، ثنا واصل مولى أبي عيينة، حدثني خالد بن عرفطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتفعت ريح منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين».
184- حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا حفص بن غياث، عن عبد الله بن موهب، عن عمه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يأكل أحدكم من جيفة حتى يشبع، خير له من أن يأكل لحم أخيه المسلم».
185- حدثنا الترمذي، ثنا محمد بن يزيد الكوفي البزار، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني عمي موسى بن يسار قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل إذا كان يغتاب الرجل في الدنيا أتي يوم القيامة ميتا، فقيل له: كما أكلت لحمه حيا فكله ميتا». قال: «فإنه ليأكله ويصيح، ويكلح».
186- حدثنا نصر بن داود، ثنا محمد بن كليب أبو عبد الله، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أيوب بن بشير العجلي، عن شفي بن ماتع الأصبحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون ما بين الحميم والجحيم، يدعون بالويل، والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى؟ قال: فرجل معلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه. قال: يقال للذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال: فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس، ويمشي بالنميمة».
187- حدثنا الترقفي، قال: ثنا أبو المغيرة، وثنا صالح بن أحمد، ثنا أبي، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمرو، ثنا راشد بن سعد، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم، وصدورهم، قلت لجبريل: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».
188- حدثنا الدوري، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن زهير، ثنا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال في المؤمن ما ليس فيه أسكنه الله في ردغة الخبال حتى يخرج مما قال».
189- حدثنا أبو بدر الغبري، ثنا يزيد بن مروان الخلال، ثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر المسلمين، لا تغتابوا المسلمين».
190- حدثنا نصر بن داود، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه، وإن كان في سترة بيته».
191- حدثنا أبو النضر الفقيه، ثنا الحسن بن عثمان، ثنا ابن السماك، حدثني الحسن بن دينار، عن خصيب بن جحدر، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليعطى كتابه يوم القيامة منشورا، فيريه فيه حسنات لم يعملها فيقول: رب، لم أعمل هذه الحسنات فيقول: إنها كتبت باغتياب الناس إياك. وإن العبد ليعطى كتابه يوم القيامة منشورا، فيقول: رب، أعمل حسنة يوم كذا وكذا؟ فيقال له: محيت عنك باغتيابك الناس».
192- حدثنا أحمد بن ملاعب، ثنا أبو غسان النهدي، ثنا ابن عيينة، عن ابن سعيد، عن عمرة قالت: كنت عند عائشة، فخرجت امرأة وذيلها في البيت، فقالت امرأة: ما أطول ذيلها فقالت عائشة: اغتبتها، قومي فتحللي.
193- حدثنا أبو بكر الوزان، ثنا التبوذكي، ثنا الهيثم بن القاسم، حدثتني رائطة بنت خالد، قالت: سمعت عائشة، رحمة الله عليها تقول: لا يغتب بعضكم بعضا، فإني كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمرت امرأة، فقلت: إنها لطويلة الذيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الفظي». فلفظت بضعة من لحم.
194- حدثنا سعدان بن يزيد، ثنا عاصم بن علي، عن أبي، نا إسماعيل بن أبي خالد، ثنا قيس بن أبي حازم قال: مر عمرو بن العاص على بغل ميت قد انتفخ، فوقف عليه، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ جوفه، خير له من أن يغتاب أخاه.
195- حدثنا عمر بن شبة، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة، عن عائشة قالت: حكيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانا، فقال: «ما يسرني أني حكيت إنسانا، وأن لي كذا وكذا».
196- حدثنا الدوري، ثنا عيسى، عن فهير، ثنا يحيى بن سليم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا، فدخلت علينا حفصة، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، ما أقصر حفصة، قال: «أكلت لحم أختك المسلمة». قلت: يا رسول الله، إني لم أقل إلا ما فيها قال: «وإن قلت ما ليس فيها بهتيها».
197- حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا أبو معاوية الضرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن حسان بن مخارق، عن عائشة قالت: أقبلت امرأة قصيرة، وأنا جالسة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأشرت بإبهامي أنها قصيرة مثل الإبهام، فقال: «لقد اغتبتها».
198- حدثنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: سمعت سفيان يحدث، عن علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة، وكان من أصحاب عبد الله، عن عائشة قالت: حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما يسرني أني حكيت رجلا، وأن لي كذا وكذا». قلت: يا رسول الله، إن صفية امرأة. فقال بيده كأنه قال: «لقد مزحت بكلمة لو مزج بها البحر مزجته».
199- حدثنا عبد الله بن محمد المخرمي، ثنا عمر بن يونس اليمامي، ثنا جهضم بن عبد الله، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: ذكرت الغيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أن تذكر أخاك بما يكره، فإن كان ذلك فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه بهته».
200- حدثنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تدرون ما الغيبة؟»، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما ليس فيه». قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن ما تقول فقد بهته».
201- حدثنا علي بن حرب، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: ذكرت الغيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «الغيبة أن يذكر الرجل بما فيه من خلقه». قال: ما كنا نظن أن الغيبة إلا أن يذكره بما ليس فيه. قال: «ذلك من البهتان».
202- حدثنا أحمد بن محمد بن غالب البصري، ثنا أحمد بن عبيد الله، عن المثنى بن بكر، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجلان، فلما سلم، قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعيدوا وضوءكما»، أو قال: «صلاتكما، وامضيا في صومكما، وأعيدا يوما مكانه». قالا: لم يا نبي الله؟ قال: «قد اغتبتما فلانا».
203- حدثنا ابن بديل الأيابي، ثنا أبو أسامة، ثنا سفيان، عن الجمحي قال: مر بنا رجل ينسب إلى التخنيث، فقال بعض القوم: مخنث، قال: فأتينا عطاء فسألناه، فقال: من قال ذلك فليعد وضوءه، وصلاته، وصيامه.
204- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت عباسا الجريري يحدث، عن من، سمع عبد الله بن عمر يقول: إذا قلت في رجل ما ليس فيه فهي فرية، وإذا قلت ما فيه فهي غيبة.